عالم التصوير والمعرفة - ناجي ابو لوز -  بعد عشرين عاما من العمل الإداري الناجح في قطاع الأعمال , أصبحت فنانة في عمر قصير، فنانة أردنية رسمت من الصورة مشهدا واسعا تتجلى فيه حكاية اللون والتفاصيل، وبين تفاصيل الصخور تخرج نكهة القصة المختبئة وراء الصورة لتتحدث بها سهى ابو لبن المصورة الفوتوغرافية التي عكفت منذ فترة قصيرة على أن تكرس وقتها وجهدها في إلتقاط الصورة بشكل تكنيكي فني للبحث عن الغريب والمختبئ في تفاصيل الحياة اليومية.

تقول أبولبن أنها ملت صور الحرب والدمار والهموم الفائضة في جيوب وقلوب الناس , فبحثت عن بيت آخر كما هي دوما في بيت كبير من الفرح والتفاؤل والأمل , فآوت إلى أحضان الكامرا ذات العالم الواسع التي تحتضن فيها لقطات حياتية مختلفة، تجد خلالها فرصة البحث عن الإنسانية لا غير، فهي تعتبر أن كل مصور فوتوغرافي يعيش عالما خاصا به.

منذ عام ونصف انتقلت أبولبن، إلى الكامرا الفوتوغرافية تنقل للمشاهد صورا غزيرة بأمطار الحب والطبيعة والإنسانية، فما يقارب الـ"400″صورة فوتوغرافية هي الحصيلة التي لن تتوقف حسب أبولبن من البحث عما هو مميز وبشكل فني عالي الجودة والتقنية في خصائص التصوير.

أبو لبن تعرض نفسها إلى صعاب في عملية التصوير، فمن المعروف أن جهد إلتقاط الصورة في أحداث مختلفة، وأماكن عديدة يكلفها التضحية بالوقت ويعرضها أحيانا للمخاطر الجسدية والصحية، لكنها تقول " وبعد أن خرجت من ظروف خاصة جعلتني أنظر إلى الحياة على أنها "صورة" للحب أو للحنان أو للجمال، وليس السيارة في مكان ذي رفاهية عالية أو قصر شامخ هو ما يبعث للنفس الجمال، بل هي الصورة التي يراها الإنسان من زاوية قلبه وعينه الجميلة.

وتعمل الآن أبو لبن جاهدة على التجهيز لتنفيذ وتصوير مجموعة لقطات تحاول أن تنفرد بها ومن خلالها تقدم طبقا ثريا باللون والتقنية ما جعلها تجمع في رصيدها الصوري مجموعة لقطات مميزة.وتعكس صورتها جمال ابتسامتها فهي تقول أن الإنسان والمصور تحديدا يضحك خلف الكامرا لكنه يعبر عما بداخله من جماليات في الصورة قد يلتقطها قلبه وليس زر الكامرا.
ابو لبن تسعى لأن تصل بتميزها القياسي إلى أن تلتقط الصور المخبأة أيضا على جبين كل إنسان أردني وعربي , فالجندي والعسكري الذي يتعب ويقدم الواجب للأردن , والأم التي هي أساس المجتمع في كل طبقات مجتمعنا في القرية والمدينة والمخيم , ترى أبو لبن أن الأم صورة لا يمكن التعبير عنها بإنتاج لقطة أو حتى ملايين اللقطات.

أما عن حبها للوطن كل الوطن الجميل , فليس في كامرتها حدود لزوايا الصورة الوطنية , فهي ذهبت ذات مرة لحدود الأردن بالمنطقة المستعادة للأردن وحاولت التقاط صورة فكتبت عليها " هي القريبة لنا والبعيدة عنا " ثم صمتت فجأة وتنهدت لتقول " حدودنا الأردنية الفلسطينية والباقورة تحديدا " هي القريبة لنا نحن الناس وهي البعيدة عنا جميعا " فليس بالإمكان والسهولة أن نلتقط فيها الصور أو حتى أن نتمتع بأرضنا , وكان للصورة مذاق آخر في هذا الوصف الشعري , فهي تجد أن المصور الفوتوغرافي شاعر بالفطرة كما كان حديثها للعرب اليوم , مفعما بالشعر والفن.

أحدث أقدم