عالم التصوير والمعرفة - عندما وقف الوضع الاقتصادي والاجتماعي حائلًا أمام تحقيق حلمها باستكمال دراستها الجامعية، وخاصة بعد وفاة والدها معيل الأسرة، بدأت تركض خلف حلم آخر لتجد به مستقبلًا مشرقًا، غادة لبد (29 عامًا) من سكان شمال قطاع غزة، ظروف أسرتها الاقتصادية منعتها من استكمال دراسة الحقوق في جامعة الأزهر، فاضطرت إلى ترك الجامعة مع أنها حصلت على معدل 74% في الثانوية العامة.

(دبلوم) مهني : تقول الشابة لبد إحدى المصورات اللواتي ظهرت أسماؤهن على الساحة في قطاع غزة: "كان هناك إعلان للتسجيل في (دبلوم) مهني للطالبات اللواتي لم يستطعن استكمال دراستهن الجامعية لظروف اقتصادية، فالتحقت بـ(دبلوم) التصوير و(المونتاج) الرقمي مدة عام ونصف".

بعد انتهائها من دراسة (الدبلوم) لم تنتظر أن يطرق أحد بابها للعمل، فمع حرب (2008 -2009م) حملت (الكاميرا) التي استعارتها من زميلاتها؛ لتخرج لتصوير مشاهد القصف والدم والدمار، التي كانت تعيشها منطقة الشمال.

وقتها أيقنت لبد أن الصورة تعبر عن ألف كلمة، فآمنت برسالتها العظيمة إيمانًا يدبُّ فيها روح العزيمة والإصرار بلا توقف، واهبًا إياها حبًّا وعشقًا لإيصال رسالة الوطن، دأبت على تحقيق حلمٍ عانق السماء في علوه، متحديةً كل صعبٍ يود أن يفت في عضُدها، لتثبت للجميع أن من رام العلا من غير كد أضاع العمر في طلب المحال.

وعن تلك المرحلة حدثتنا قائلة: "في حرب حجارة السجيل 2012م حملت "كاميرتي" على ساعدي، وبدأت أصور وأنشر على المواقع الاجتماعية، فطلبت مني منظمة تابعة لحقوق الإنسان في السويد التواصل معها؛ للتعاقد معي على شراء الصور".

"لكل جانب مؤلم ثغرة تضيء من الجانب الآخر" علقت، متابعة حديثها: "لم أكن أسعى فقط لتصوير مشاهد الدم والدمار، إذ كنت مولعة بإنتاج قصص مصورة تحت اسم "أرواح فوتوغرافية"، أركز فيها على روح الطفولة البريئة، والمواهب الشبابية التي تخرج من بين الحصار".

للتضامن مع (Estelle) : أسست لبد شركة (Estelle media) للتصوير والإنتاج، شركة تُعني بتصوير الفعاليات والأفلام، إضافة إلى الإعلانات المتلفزة والفواصل الإعلانية، مشيرة إلى أن اسم الشركة يعود إلى سفينة أوروبية جاءت من عدة دول متضامنة مع قطاع غزة، تحمل على متنها عددًا من المصورين والصحفيين ومخرجي الأفلام، هاجمها الاحتلال في المياه الإقليمية، فآثرت لبد أن تحفر لها اسمًا في غزة.

وبينت الشابة لبد أن هذا المشروع تقدمت به لمشروع "مبادرون"، فتميز بخبرتها الطويلة التي ساهمت في تميز الشركة وزيادة الإقبال عليها، إضافة إلى أن إدارة المؤسسة قائمة على فتاة، وحداثة الأفكار التي تقدمها في صناعة الفواصل المتلفزة والإعلانات المميزة.

ونوهت إلى أنه بعد أن لاقت الشركة رواجًا كبيرًا عقدت معها الكثير من المؤسسات صفقات؛ لإنتاج العديد من الأفلام المتنوعة، والفواصل الإعلانية، و(المونتاج)، ما تتوج بتعيين لبد مستشارة إعلامية في منظمة الشعوب العربية بمصر.

ولابد لكل ناجحٍ أن يواجه معوقات في طريقه للوصول إلى مبتغاه، وكذا واجهت لبد تحديات كثيرة حتى تكلل جهدها بالنجاح، منها: عدم كفاية منحة "مبادرون" لتغطية كل المتطلبات اللازمة للمشروع، وصعوبة تقبل المجتمع وجود فتاة مصورة في خضم الكثير من الأحداث الخطيرة، وخاصة الحروب والمهام الصعبة.

إضافة إلى سعيها لتحويل المشروع إلى شركة كبيرة ذات إنتاج محلي وعالمي متميز، والعمل على تسويقها إلى دول الخارج، والمشاركة في المعارض الدولية لإيصال رسالة الشعب الفلسطيني.

Post a Comment

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف

أحدث أقدم