في حدَث لافت في العالم العربي أفرح كل مُحِبي الفضاء الخارجي


عالم التصوير والمعرفة - نجح المصور اللبناني وسام أيوب في حفر اسمه على لائحة وكالة الفضاء الدولية "ناسا"APOD NASA، عندما اختارت واحدة من صوره ضمن فئة "صورة اليوم" على موقعها الإلكتروني الرسمي يوم 17 أكتوبر الجاري، وفيما يلي حزمة من الصور التي التقطها أيوب.

وجاءت الصورة من ضمن مجموعة من الصور المذهلة التقطها أيوب لمجرة أندوميد أو درب التبانة بتفاصيل دقيقة قلّ أن يتم تصويرها من الأرض.

وقد نقل الخبر موقع "سكاي نيوز عربية" الذي كشف كيف يتحضّر أيوب لرحلة من أبو ظبي الى منطقة تبعد 130 كيلومتراً في جوف الصحراء بغية الحصول على ظلام دامس كلياً لا تشوبه أي أنوار خارجية حتى يتمكن من التقاط صورة مميزة للفضاء. وهو لا يضع موعداً محدداً لرحلته لأن الظروف المناخية هي التي تتحكم بها. فالتقاط صورة للفضاء يتوجب أن يكون القمر غائباً والجو صافياً تماماً وخالياً من الغيوم والهواء ساكناً حتى تظهر السماء وأجرامها بشكل واضح.

وحين تتوافر هذه الظروف يقوم أيوب في هذا المكان الصحراوي بتركيب معدات التصوير الخاصة بالفضاء، من تلسكوب وكاميرا خاصة وملحقاتها، ويبدأ بمراقبة الأجرام السماوية انطلاقاً من نجمة الصبح بغية الحصول على أفضل لقطة فوتوغرافية.

وحتى الأمس القريب لم يكن هذا الهاوي سوى شخصا مولعا بصور الفضاء التي يراها من خلال مواقع ناسا والتي غالباً ما يتم تصويرها عبر تلسكوب هابل العملاق أو ترسلها المركبة الفضائية " OYAGER 1 "، وقد دفعه شغفه بهذه الصور وعلاقة الحب التي نشأت بينهما الى السعي لالتقاط صور للفضاء بنفسه. وهنا بدأت رحلة جديدة في حياته وصفها لموقع سكاي نيوز قائلاً: "بدأت أفكر في التقاط الصور الفضائية بنفسي وما يتوجب علي أن أفعله للقيام بذلك.. تعلّمت ذلك بمجهود شخصي عبر تصفح الإنترنت...عندما التقطتُ أول صورة فضائية شعرتُ بأن الزمن توقف، لا يمكن أن تتخيل الشعور عندما ترى الفضاء بعينك أنت. أصبحت هادئاً جداً وأدركت صغر حجم الكرة الأرضية وأن الناس يتصارعون على لا شيء.. الكرة الأرضية تمثل نقطة رمل في صحراء واسعة غير متناهية، لقد ساعدني التصوير الفضائي في الحصول على سلام نفسي والنظر للأمور بتواضع.. كما علّمني في حياتي المهنية التعامل الدقيق مع عملي وإتقانه على أحسن وجه".

ومعدات التصوير الفضائي في رأي المصوّر أيوب متاحة للجميع، وقد تكلف المبتدئين قرابة 3 آلاف دولار. لكن الأمر لا يتوقف على المعدات فقط إذ يجب ان يكون المصوّر صبوراً جداً وشغوفاً بما يقوم به، فالتصوير الفضائي يحتاج إلى وقت طويل من الترقّب للحصول على مشهد جميل.

أيوب اليوم يشعر بفخر كبير يكاد يلامس جنون الفرح لاختيار ناسا لواحدة من صوره كصورة اليوم. واللقطة المختارة تظهر صورة "سديم الهلال" المذهلة مع سحب من الغاز والغبار المنتشرة في مجرة درب التبانة باتجاه كوكبة الدجاجة. وتوثّق الصورة أيضاً ضمن مجال الرؤية التلسكوبي ما يُعرف بـ "فقاعة الصابون". ويأتي هذا الاختيار كتكريم لجهود هذا المصوّر الموهوب وعمله الحثيث على تطوير تقنياته والارتقاء بموهبته الى مصاف عالمية بل كونية.

وقد بدأت المواقع والمراكز المختصة التي تعنى بتصوير الفضاء بالاهتمام بأعماله، فنال وسام أيوب عدداً من الجوائز العالمية الى جانب تكريم "ناسا"، منها جائزة من موقع "أستروبن الشهير" "AstroBin" المتخصص بالصور الفضائية و جائزة من موقع الشركة الخاصة لتصنيع كاميرات التليسكوب "ZWO Astronomy Cameras".. و يعرض أيوب صوره على مواقع عدة و على صفحته الخاصة على موقع انستغرام.









Post a Comment

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف

أحدث أقدم