الحرية بين الملوّن .. والأبيض والأسود


عالم التصوير والمعرفة  فوتوغرافيا : العديد من الاتجاهات الفنية والثقافية تنادي بالتخصّص والتركيز على مسارات فنية محدّدة لتكثيف الحضور الإبداعي والارتقاء عمودياً في سُلّم الإنجازات، وبالتحديد في الحقول البصرية المتعلّقة بالكاميرا. 

ناقشنا في عدة مناسبات المسارات والمدارس والأنماط الفوتوغرافية وخصائصها ومميزاتها ومتطلّباتها وهوية الأذواق والشخصيات المناسبة لكل نوع من هذه الأنواع، ومن هذا المنوال تأتي المحاور المطروحة في كل موسمٍ من مواسم الجائزة لتفتح نوافذ إبداعية جديدة تحثّ الدائرين في فلكها على الاجتهاد وتقديم خيرة نتاجاتهم واختبار قدراتهم التنافسية من خلال المشاركة.

الخبراء والمحكّمون في مجال التصوير يمتلكون القدرات التصنيفية لكل صورة بمجرّد النظر لها، إلا أن هناك ابتسامةً خاصة تعلو وجوههم عندما تستعصي بعض الصور على التصنيف التلقائي السريع الـمُبرمج في عقولهم. إنها الصور السابحة خارج مسارات التصنيف والفئات والأنماط، الصور ذات القصص المدهشة التي تحوي بين إطاراتها مايسعد العيون ويجذب الأحداق ويتمحور حول مشهديةٍ لحظيةٍ لم تكن بالحسبان.

التصوير – كغيره من الفنون – يتنفّس الحرية ويهوى الانطلاقات المغامِرة غير مُسبقة التخطيط! ولهذا كان المحور العام من الأركان الأساسية للجائزة مانحاً مساحة الحرية الضرورية لكل فناني الصورة كي يقدّموا إبداعاتهم الـمُحلّقة في سماوات الروائع البصرية الخلاّقة بعيداً عن قيود الموضوع والفكرة.

ورغم أن التحديث والحداثة مطلوبين دوماً في تصميم الاستراتيجيات وهياكل المستقبل، إلا أن للفنون ارتباطات كلاسيكية ثابتة من غير المقبول بتاتاً المساس بها أو العبث بأصالتها تحت أي مبرّر! ومن ذلك التصوير بالأبيض والأسود، والذي يدعو المشاهد لنزهةٍ عذبةٍ في حديقةٍ مُضمّخة بعبق الفنون الأصيل وسحر الضوء وانعكاساته النقيّة الناجية من مناكفات اللون ومزاجيّته.

المحور العام بشقّيه الملوّن والأبيض والأسود، يسعد باستقبال مشاركاتكم المميّزة قبل 31 أكتوبر 2017.

فلاش: الحرية كما تفهمها العدسة .. الإبداع اللاموضوعيّ .. الذي يبتكر موضوعه بنفسه!

Post a Comment

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف

أحدث أقدم