عالم التصوير والمعرفة الصورة الفوتوغرافية من أصدق الشواهد على التاريخ ومايحتويه من زخمٍ حضاريّ وثقافيّ وإنسانيّ، وعلى جعبته الزاخرة بالأحداث والتحوّلات والشخصيات البارزة التي كان لها دورٌ جوهري في نسج الخيوط التي خاطَ منها التاريخ قصته الأصلية.

ومن الحكايات التي يرنو لها الفؤاد حكاية التصوير مع الوطن العربي. فقد كتب الكثيرون عن هذه الحقبة على أزمنةٍ متعاقبة، لكننا اليوم نعرض لكم مقتطفات من حكايات الصورة العربية في جمهورية مصر العربية. حيث يذكر الأديب المصور عباس فاضل هادي في كتابه "ولا تنسَ بأن السيدة لايكا تنتظركَ في البيت" أنه في الفترة بين بداية عام 1987 وأواخر عام 1988 شهدت مصر 46 معرضاً فوتوغرافياً شخصياً، منها معرض المصور بهاء مدكور الذي أبهر الأجانب قبل العرب بصوره البديعة للهرم الأكبر. بجانب معارض عدةٍ للمصورين صلاح شكري ومحمود صالح إبراهيم، والمصور الكفيف نزيه جرجس، بجانب معرض محمود رضا صاحب فرقة رضا الشهيرة، ومعرض الفنانة الفلسطينية القعيدة ليلى بندك.

ويذكر الكتاب أيضاً تأسيس "الجمعية المصرية للتصوير الفوتوغرافي" عام 1947 بمبادرة من المصور الشهير أحمد موسى الحاصل على وسام الاستحقاق الكبير من ألمانيا، والذي استطاع إقناع الجندي الألماني المكلّف بحراسة المقتنيات المصرية في متحف برلين بمنحه فرصة التقاط صورة لتمثال نفرتيتي برغم المنع الصارم للتصوير آنذاك، وكان أن ظهرت هذه الصورة على أحد الطوابع المصرية لاحقاً.

وعلى مستوى الشخصيات يُعتبر المصور محمد يوسف عميد المصورين المصريين وأحد مشاهير التصوير في الشرق الأوسط، حيث عمل مصوراً محترفاً في مؤسستي "روز اليوسف" و"دار الهلال" وتوفي حاملاً الكاميرا بيده. كما لعب المصور ناجي يسي دوراً هاماً بصحبة المصور أحمد موسى في تأسيس الجمعية المصرية للتصوير.

فلاش: الاطلاع على التجارب البصرية الناجحة وغير الناجحة .. يقدّم قيمة كبرى لذوي الرؤى

Post a Comment

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف

أحدث أقدم