عالم التصوير والمعرفة - ناقشنا في عددٍ من المقالات السابقة تسارع التطور في صناعة التصوير على مستوى العالم في مختلف المناحي، ومن ميادين التنافس بين عمالقة التكنولوجيا المُصنّعة للكاميرات، الأداء الفائق للكاميرات من حيث الدقة والوضوح والعديد من المعايير الأخرى.
لكن الأمر المستحيل الذي تمّ كسره، هو تصوير حركة الضوء بالغة السرعة ! هذا الأمر بات حقيقياً حيث ابتكر باحثو جامعة لوند السويدية، أسرع كاميرا في العالم، والتي باستطاعتها أن تلتقط 5 تريليون لقطة في الثانية الواحدة ! أي أن بإمكانها تصوير حركة الضوء، وهو الذي كان يُعتقد سابقاً بأنه أمر مستحيل. وبدلاً من التقاط صورة واحدة في وقت واحد، نجحت الكاميرا في تسجيل عدة صور في وقتٍ واحد عن طريق خوارزميةٍ دقيقة، لتنجح في التقاط 5 تريليونات صورة في تسلسل يشبه الفيلم.
ويعود الفضل في الكاميرا السريعة إلى تقنية جديدة تستخدم "صواعق" من أشعة الليزر في تصوير حركة الأشياء فائقة السرعة، حيث تنعكس هذه الصواعق القصيرة عن الجسم الذي يجري تصويره بشكل إشاراتٍ ضوئيةٍ مختلفة، وتلتقط الكاميرا التي تمّ تسميتها بـ "فريم" كل هذه الإشارات مرة واحدة، ثم تتولّى بعد ذلك وحدة حسابية خاصة فرز وتسجيل الصور بشكل متتابع.
وحسب مجلة "الضوء: العلم والتطبيق" فقد تحدّث إلياس كريستنسون، من فريق العمل في جامعة لوند، عن إمكانية تصوير حركة الأشياء فائقة السرعة للمرة الأولى، وقال إن كاميرا "فريم" تتيح تصوير الانفجارات والعمليات الكيميائية، وعملية احتراق الوقود في مكائن السيارات، بل وحتى أنشطة أدمغة الحيوانات، وهذا يكشف مدى الاستفادة منها في العلم والطب.
نعتقد أن هذا الابتكار الثوريّ في سرعة التصوير سيفتح الآفاق اللامحدودة أمام تحقيق النماذج المتخيّلة للعديد من المشاريع والاختراعات والاكتشافات التي أصبحت ممكنة، بجانب التوظيفات البحثية العلمية خاصة تلك المتلعقة بخواص المادة وتحوّلاتها المختلفة.
فلاش: عدسات الكاميرا قادرة على تقريب المستقبل بشكلٍ مذهل
إرسال تعليق
التعليق الذي يحتوي على تجريح أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف