عالم التصوير والمعرفة
- من المجالات التي يشوبها الكثير من الغموض والأسرار، والخصوصية والتخصّص، وتتطلّب قدراً كبيراً من الجرأة والمغامرة وسرعة البديهة في التعامل مع المفاجآت المفترسة، مجال الحياة البرية بالنسبة للمصورين. هذا المجال ليس مساحة للترفيه أو النزهة أو اكتشاف المناظر الطبيعية هنا وهناك وتلبية الرغبات السياحية التقليدية !
مصور الحياة البرية نوع خاص من الفنانين، إنه ذلك النوع القادر على نسج علاقة متوازنة بين الكاميرا والطبيعة بتضاريسها وقسوتها، وبين المخلوقات التي تعيش في مواطنها الأصلية ولا يُمكن التنبؤ دوماً بمواقفها تجاه الدخلاء المتطفّلين على تفاصيل حياتها.
ومن تلك التفاصيل يُطلّ علينا بعض المبدعين بسرد قصصٍ مثيرةٍ عن علاقة تلك المخلوقات بعضها ببعض، فنرى في الصورة الفائزة بالمركز الثالث في محور التحدي، نسرين من ذوي الذيل الأبيض يتصارعان على حصص الغذاء في السهول المجرية الباردة. إنّ مبارزة النسور مهيبة وقد تودي بأحدهم للموت سعياً للغلبة وتأمين الغذاء خلال شهور الشتاء القاسية.
وعن تلك الصورة يقول المصور الكويتي محمد خورشيد، هذه الصورة من أقرب صور الجوارح لقلبي، الصورة توثّق لحظة تمرّد اليافع الصغير وكسر قوانين الطبيعة التي تحتّم على الصغير أن يهرب في هذه اللحظة أمام الكبير، ولكنه أعلن التحدي وتمسّك بفريسته وموقعه.
تم التقاط هذه الصورة في شتاء 2015 في محمية «هورتوباقي» في دولة المجر، وهي من أغنى المحميّات المعروفة على مستوى أوروبا بكثرة وتنوّع الطيور، ولكي نستطيع الاقتراب بشكل جيد من هذه الجوارح كنا نمكث في مخبأ خشبي قبل شروق الشمس إلى الغروب دون الخروج منه كيلا نفزع الطيور. كانت عملية شاقة لكنها سرعان ما تصبح ممتعة بعد الحصول على النتائج المرجوّة. رسالة الصورة واضحة جداً وهي تعني: تحدّى الجميع وتمسّك بالحق، فهو ملك لك، ويجب عليك الدفاع عنه.
فلاش | كل يوم تدهشنا الكاميرا بما يجري في البرية ..
إرسال تعليق
التعليق الذي يحتوي على تجريح أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف