عالم التصوير والمعرفة - القاهرة - العرب - نجوى درديري - تحولت هواية امرأة مصرية بتصوير أبنائها عن طريق عدسة هاتفها المحمول إلى مشروع تجاري ناجح، بعد أن لفتت صور أطفالها العفوية والمرحة عددا كبيرا من متابعيها ومعارفها. وتوثق رنا أنور للأمهات والعائلات المصرية، لحظاتها المميزة مع أطفالها، كولادة أول طفل، وأعياد الميلاد ودخول المدرسة وغيرها، في غرفة طفلتها الصغيرة التي حولتها إلى “إستوديو” ومكان للتصوير.

وانطلقت فكرة التصوير لدى رنا، عندما أنجبت مولودها الأول وخصته بمجموعة من الصور العفوية التقطتها خلال لحظات رائعة ونادرة جمعت بين الضحك والبكاء واللعب مستخدمة خلفيات مميزة وغير مألوفة. وعن بداية مشروعها، قالت رنا أنور لـ”العرب” إنها كانت تهوى تصوير طفلتها الرضيعة بشكل عفوي يوميا باستخدام كاميرا هاتفها المحمول، فلفتت صورها أنظار العائلة، وعلى رأسها زوجها وأمها اللذين شعرا ببزوغ موهبتها في فن التصوير الفوتوغرافي، ما دفع زوجها إلى شراء كاميرا محترفة لها، وأدوات التصوير اللازمة، وقام بتجهيز غرفة في منزلهما لتكون بمثابة “إستديو” صغير.

ولم تكتف رنا بشهادة الآخرين ببراعة تصويرها، وقدرتها على اصطياد اللقطات بذكاء وخفة شديدين، بل التحقت بورشة تدريبية عن طريق الإنترنت على يد إحدى محترفات تصوير الأطفال، وهي أسترالية الجنسية، تدعى كيلي براون. وتعمل رنا وهي زوجة وأم لطفل وطفلة، لم يتجاوز كبيرهما العامين ونصف العام، في مجال التسويق الإلكتروني، لكنها توقفت عن العمل أثناء فترة الحمل والولادة، ثم عادت لتمارسه جنبا إلى جنب مع مشروعها الجديد.

وساعدت خبرة رنا في التسويق في نجاح مشروعها الجديد خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أسست صفحتها الخاصة “رنا بيبي أند كيدز”، وأطلقت من خلالها عدة فعاليات خاصة بتصوير الأطفال؛ ولم تغفل عن تقديم تخفيضات وأسعار في المتناول، لتحفيز متابعيها، فأعلنت عن خصم يصل إلى 50 بالمئة لجلسات التصوير الخاصة. وأوضحت رنا أن تصوير الأطفال الرُضّع أسهل بالنسبة إليها، حيث يكونون خلال الأسبوعين الأوليين من العمر نائمين، وتكون كافة صورهم وهم مغمضو العين، وهنا تكون الحرفية في التقاط زوايا معينة لجسد الرضيع، تكون ذات دلالة، وتجذب النظر إليها، فتثير الإعجاب.

وأكدت أن تصوير الأطفال، يحتاج إلى تدريب النفس على الكثير من المرونة والصبر، حتى تستطيع التقاط صورة مميزة، نظرا إلى صعوبة السيطرة على الطفل في سنوات عمره الأولى، لأنه يكون كثير الحركة. وتطلب رنا من أم وأب الطفل وربما حتى الجد أو الجدة، حضور جلسات التصوير، كما يمكنها إظهارهم أيضا في العديد من الصور، التي لا تخلو من المرح واللعب والمداعبة للصغير. وأضافت أن “هناك لقطة أحرص دائما على اصطيادها في الإستديو الخاص بي، وهي تلك التي يتذوق فيها الطفل، في سنته الأولى من عمره، ‘كعكة’، أو قالب ‘كيك’ لأول مرة في حياته، لأن المذاق الأول للأطعمة يعطي انطباعات على وجه الطفل تكون نتيجتها صور رائعة ومبتكرة”.

ولا تتوقف رنا عند تصوير الأطفال فقط، بل هناك جلسات خاصة بالسيدات الحوامل لإبراز جمالهن قبل ولادة الطفل. وتستعد الشابة المصرية حاليا للانتقال من تصوير الأطفال داخل غرفة بمنزلها إلى تسجيل لحظات الولادة نفسها، كأن تدخل مع السيدة الحامل غرفة العمليات، سواء كانت الولادة طبيعية أو عن طريق الجراحة. وشددت على أنها “قادرة على تحمل هذه اللحظات، رغم ما تحمله من ألم، فهي لحظات لن تعود، خاصة حينما يمتزج فيها الألم بالسعادة”.

أحدث أقدم