عالم التصوير والمعرفة - فوتوغرافيا
القصة .. الصفقة الأهم
جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي
الصورة التي تتسابق عليها أغلفة المجلات الشهيرة والمواقع الهامة وأحاديث الناس تبقى على رأس مطالب المصورين وتشغل بالهم وتستولي على هواجسهم، وعندما يفتحون خزائن أمجادهم وذكرياتهم تجد هذا النوع من الصور هو فاتحة حديثهم ومثار اعتزازهم بأنفسهم وبمسيرتهم الفنية. دعونا نتوقّف لحظة عند "حديثهم" عن الصور المذكورة ونتفحّص أبرز عناصر حديثهم عن صورهم، ومالذي يجعلهم يفضّلون الحديث عن صورةٍ ما دون أخرى ؟ لكل مصورٍ أسبابه بالطبع، لكن السبب الساحر الذي تراه يظهر قادماً من خلف الصورة حابساً أنفاس المتلقّين هو القصة التي كانت سبباً في ظهورها للنور وتحقيقها للنجاح.
القصص الكامنة خلف الصور الفوتوغرافية الناجحة تنقسم لعدة أنواع، فهناك القصيرة والطويلة والغريبة والمعتادة والمكرّرة وغيرها، إلا أن أبرز أنواع القصص التي تأسر العقل وتسرق الاهتمام، القصة الغريبة غير المتوقعة ! القصص المدهشة المثيرة والتي تتظافر تفاصيلها بأسلوبٍ عجيبٍ لا يتوقعه العقل ولا يستنتجه المنطق، لتأتي الصورة وتعلن نفسها عنواناً للقصة وسفيرة لها لكل العالم.
من خلال جولةٍ على عددٍ من مشاهير التصوير الفوتوغرافي، اخترنا لكم بعض التجارب المفيدة في كيفية التقاط القصة المميزة، والتقاط الصورة التي تجيد اختصار تفاصيلها وحصرها في إطارٍ بديع يؤهّلها لتسجيل اسمها في كتاب التاريخ.
يقول أحد المصورين المغامرين أنه خلال رحلةٍ لتسلق الجبال لاحظ أحد المتسلّقين المبتدئين يعاني بشدة قبل مسافةٍ طويلةٍ من الوصول للقمة، إلا أنه رفض الاستسلام وقرّر مواصلة المحاولة، هنا وجدتُ نفسي أتوقّف عن التسلق وأعمل على خلق حالة توازنٍ سريعة لألتقط انفعالات اليأس والعناد والعزيمة الممزوجة مع الخوف، وتعمّدتُ الوصول قبله لتكون عدستي في استقباله وأظفر بالحصول على صور الفوز بالتحدي الصعب وقهر المستحيل وتحقيق الهدف الذي تسوّر الخطورة جميع مراحله.
يقول أحد المصورين المتخصصين بالأحداث الرياضية: أغلب المصورين في مجالنا يهتمون بالتقاط الصور التي تُظهر جوهر القوة والتنافس والتحدي ولحظات الانتصار، بينما هناك بعض الصور الرائعة التي تكشف العلاقات الإنسانية بين أعضاء الفريق الواحد وروح الدعم والمساندة عند تلقي الهزيمة، بالإضافة لردود أفعالهم الفريدة على دعابات معجبيهم عند لقائهم بهم ! بعد إحدى النهائيات اهتم الجميع بالتقاط صور نجم المباراة الذي حسم اللقب بهدفٍ وحيدٍ سجّله بيمناه، حاملاً الكأس، بينما فضّلتُ أنا الانتظار لحين الانفراد به وطلبتُ منه خلع حذائه الرياضي وجوربه والتقاط صورةٍ لقدمه اليمنى وفيها جرحٌ بسيط .. حَجَزَت مكاناً بارزاً على الصفحة الأولى صباح اليوم التالي.
فلاش | لا تُتعِب عدستك بصورةٍ يتو
قعها الجميع ! اذهب للجانب الآخر
إرسال تعليق
التعليق الذي يحتوي على تجريح أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف