عالم التصوير والمعرفة
- في صيف عام 1957، اصطحب الشاعر والمؤرخ، روبرت كونكويست، فيليب لاركن معه في جولة الى سوهو، حيث تكثر النوادي في ذلك الحي المعروف باستعراضاته التي تتميز بإثارتها وجرأتها، في زمن كان ذلك الأمر خارجاً عن الاخلاق.وبعد تلك الزيارة، كتب لاركن رسالة الى روبرت كونكويست، بأن تلك التجربة وتجربته، اضافت اليه، والتقط العديد من الصور الفوتغرافية، وتمنى حينئذ ان تصل رسالته الى المؤرخ الشهير.
وفزع لاركن بعدئذ، عندما إستلم رسالة من سكوتلانديارد، تبلغه انه سيمثل امام القضاء بسبب تلك الصور الفاضحة، وهو أمر يحاسب عليه القانون، وكان المؤرخ كونكويست قد نشر تلك الصور في إحدى الصحف، علماً ان نشرها لا يعتبر امراً يستدعي تقديم تلك الحادثة، تقول لك ان لاركن، كان سريع الغضب – ومنذ ذلك الحين كان لاركن معروفاً يحمل آلة التصوير معه، اينما ذهب، كي يصبح في النهاية مصوراً بارعا، ومركز هول للتاريخ يحتفظ بـ 5.000 من الصور التي التقطها فيليب لاركن، ومسوداتها ايضاً، وتعتبر تلك الصور حفظاً لتاريخ المواقع الشهيرة في انكلترا وحبه للتصوير، قد يبدو بالنسبة للمعجبين بشعره، امراً قد يؤثر على قصائده، في حين قال نقاد آخرون، ان التصوير لا يؤثر على اشعاره وعلينا ان نميّز ما بين الكآبة التي تبدو في اشعاره، وعالم الفوتوغرافي.
ومثل الشعر كان التصوير يجذبه ويتحمس له، تماماً مثل والده، ولم يكن حبه للتصوير مجرّد هواية. وفي عام 1947، انفق 7 باونات لشراء آلة تصوير جديدة. وكتب لصديقه: "أنه قد إستنفذ كل ما كان لديه في شرائها، وكتب ايضاً ان العدسة تقول لك اي شيء أسود وآخر ابيض".
والتصوير امر مثل الشعر، ورثهما من والده، وهو الذي دفعه الى الشعر وهو ايضاً الذي إبتاع لابنه أول آلة تصوير.
وفي هذا الكتاب الذي أصدره اخيراً هو نجد ان الصورة الاولى فيها هي لوحة تمثل والده لاركن، هي صورة التقطها لاركن وهو في الحادية عشرة من عمره.
وهو عندما يستخدم آلة التصوير، مثلنا جميعاً صوّر الاصدقاء وافراد العائلة وايام العطل ومنها والدته.
اما المرأة الاخرى في حياته، وافضل اعماله الفوتوغرافية، هي صور مونيكا، وهي التي دامت علاقته معها: علاقة جادة طويلة الأمد، وقد صوّر ايضاً، كل من ارتبط معها بعلاقة حب وكان يصدر الى كل واحدة منهن تعليمات في كيفية الوقوف امام العدسة، ولكن صور مونيكا تبقى متفوقة.
وكما يتوقع كل واحد منا ان المؤلف، أحب الريف البريطاني، وقد خصص لصورها الكثير من الصفحات، تمثل المناظر الطبيعية والقرى والكنائس البعيدة.
كما ان الكتاب تضمن صوراً لها علاقة بشعره، وفي مجموعته "خطوط على صور إمرأة شابة".
وان كان الشعر قادراً في بعض المناسبات على تسجيل حدث ما، فانها مع ذلك تثير الدهشة لتعلق فيليب لاركن بها، وربما انها تمنحه مشهداً خلاقاً عندما كان يعاني من الكتابة، وقد أصبح ذلك الأمر في اواخر ايامه. وربما انه احس بان التصوير يمنحه فرصة للتعرف على امور لا يدركها في العالم، في حين انه يقف بعيداً عنها: يؤطر الحقيقة كما هي.
وقد تكون صوره مثل قصائده كانت وسيلة للتعامل مع الفضيلة او الحقيقة.
ان الامر لا يثير الدهشة، إندفاع لاركن الى التجربة، من اجل من ان ما يفضله من الامكنة، يقع في "هول" من اجل التقاط الصور ، في الربيع لاحدى المدافن.