تصوير الموروثات الشعبية

بقلم / صلاح حيدر

عالم التصوير والمعرفة - تفتخر شعوب العالم بتاريخها العظيم والكبير وما تحويه بلدانهم من حضارة راقية عاشتها في العصور الغابرة , وماتركته من اثار شامخة تدلل على ذلك . وتفتخر شعوب العالم بما تركه الاجداد من اثار وتراث ومن عادات وتقاليد شعبيه اختصت بها هذه البلدان وتميزت عن غيرها من الشعوب والقبائل  التي كانت ومازالت تتحدث عنها وتفتخر بها .

الفلكلور الشعبي واحد من الامور المهمة التي تفتخر بها الشعوب وتعتز بها وتحافظ عليها من الاندثار وتحاول ان تبدع وتبتكر الافكار لاظهار هذا الموروث الشعبي بشتى الطرق ليبقى حاضرا باستمرار وتحاول قدر الامكان المحافظة علية من الاندثار والنسيان , قسم كبير من هذه الموروثات قد اندثرت ولم تمارسها الشعوب في يومنا هذا ولم يتبقى منها الا ما خلدته الصور او الرسومات لتلك الشعوب والقسم الاخر احتفظت به في المتاحف الشعبية لتلك البلدان. 

الوطن العربي الكبير غني بالارض والانسان وغني بما يحويه من تاريخ وحضارة جعلته منارا للانسانية ويحق لنا التفاخر والتباهي بماتركه الاجداد لنا لان تاريخنا غني بكل شيء ويتميز بانه ارض الانبياء والرسل, وغني بما يمتلك ويحوي على ارضه من كنوز متنوعة من كل الاشكال والانواع . وارضنا العربيه كانت ومازالت متميزه بكل ما موجود من ارث تاريخي تعاقبت علية الحضارات ومازلنا نحتفظ به لحد الان , لا تنسى ان ملايين السياح القادمون من مشارق الارض ومغاربها يمشطون الارض العربيه , ليلا ونهارا ويقطعون الاف الكيلومترات , وهدفهم الاسمى ان يكحلوا عيونهم برؤية ما نمتلك من تاريخ وحضاره وعادات وتقاليد , ليحلموا بالتقاط صور لها ومعها لتبقى تذكارا لهم يتحدثون عنها عندما يعودون لاوطانهم .

الكثير والكثير كتب عن تلك العادات والتقاليد والموروثات الشعبيه وتم تاليف الكتب المتميزه عنها الا ان هذه الكتب بقيت تحضى باهتمام الباحثين والمتخصصين وطلبة العلم والمهتمين في هذا الجانب , وبقي القسم الاكبر من الناس والسياح والمواطنين يفضل ان يختصر كل ما كتب عن هذه الموروثات من وصف لكافة الملامح من عادات وتقاليد وموروثات شعبيه والاطلاع عليها من خلال الصور الفوتوغرافية التي تجذب الناس للتدقيق وبشكل تفصيلي بملامح الموضوعات التي تحويها الصورة .

ومن هذا المنطلق اتمنى ان ياخذ المصور الفوتوغرافي دورة في عملية التوثيق والمحافظة على هذه الموروثات الشعبيه من الانقراض والنسيان وان تاخذ الصورة الفوتوغرافيه دورها في عملية حفظ وتوثيق هذه العادات والتقاليد, لان عملية التطور الحضاري بدات تغزو مجتمعاتنا بسرعة البرق وتمحو عاداتنا وتقاليدنا , لتحل محلها التقاليد الجديدة المستوردة .يتوجب على كل مصور ان يقوم بواجبه بامانة لتصوير وتوثيق كل ما يراه امامه لان هذه الموروثات بالتاكيد ستزول بعد سنوات .على المصور القيام برحلات الى القرى والارياف واستغلال المناسبات التي تقام فيها الاحتفالات والتجمعات الفلوكلورية لغرض توثيقها بالصوت والصورة , لانها بالتاكيد ستصبح مادة تاريخية بعد فترة قصيرة . 

يتطلب من المصور التركيز بالموضوعات التراثية والشعبية لغرض تصويرها وبشكل دقيق من خلال :

• ابراز الملامح للاشخاص وطريقة تجميلهم وتزيينهم. 
• التركيز على الملابس واظهار تفاصيلها . 
• التركيز على الحلي التي تتزين بها النساء وادوات المكياج التراثية القديمة. 
• توثيق المقتنيات الموروثه من قبل الاجداد للاحفاد في العادات والتقاليد بالمناسبات المختلفه. 
• التركيز على نوع العادات والتقاليد عند اجراء مراسيم الزواج والزفاف للرجال والنساء . 
• التركيز على نوع العادات والتقاليد التي يمارسها ابناء المدينه او القرية عند حدوث ولادات جديدة لديهم 
• التركيز على حالات تخليد الموتى والعزاء عند وجود ذلك . 
• توثيق الاواني والصحون وادوات الطبخ والمطابخ 
• توثيق طراز البناء و والملامح الرئيسية له . 
• التركز على عادات وتقاليد القرية او المدينه عند معالجة المريض بالطب الشعبي وغيره. 
• التركيز على مقتنيات الاشخاص في كل مناسبة ونوع الازياء التي يلبسها الرجال. 
• ابراز التنوع في الازياء الشعبية والمناسبات التي يرتدونها فيها. 
• التركيز على انواع الزينه التي يتزين بها الاشخاص من الرجال والنساء والاطفال . 
• ذكر معلومة عن موضوع الصورة وتاريخ التقاطها والمكان الذي التقطت فيه. 

بالتاكيد ان لكل مدينه خصوصية تختلف عن الاخرى من ناحية العادات والتقاليد ومن ناحية الازياء, وذلك يتطلب من المصور الاهتمام بها وعدم اهمالها بل والتركيز عليها وعدم التصرف بالامبالات تجاهها باعتبارها متشابهه في بعض جوانبها لمدينة اخرى. 

التركيز على تسجيل الملاحظات المهمة التي يسردها الشيوخ والعجائز وكبار السن من الاجداد والختيارية وتدوين الملاحظات التي يذكرونها لغرض توثيقها بشكل تفصيلي. 

الرجوع للكتب التي وثقت هذه العادات والتقاليد لاستذكار كل ما ورد فيها في كل مدينه لغرض الاعتماد على المادة التاريخية وبشكل علمي ومن مصدر موثوق لغرض اعتماد هذ المعلومات في التصوير ولا تنسى ان على المصور ان يقوم بشرح محتويات كل صورة وموضوعها امام زائريه عند اقامة المعارض. 

من الطبيعي هنالك الكثير من الملاحظات التي تبرز أنيا في اقامة تلك المناسبات والشعائر والتي تتطلب من المصور ان يكون نبها ويتميز بالفطنة عند التصوير كي لايفوته شيء مهما يكن صغيرا .