عالم التصوير والمعرفة
- اعتبر د. محمود فطافطة رئيس جمعية "باحثون بلا حدود" ان البحث العلمي أحد أهم الوسائل الرئيسة لتبوّئ أيّ دولة مكاناً مرموقاً في هذا العالم
كما يُعدُّ أحد المعايير التي يُقاس بها تقدّم الأمم ورقيّها، فضلاً عن أنّه ركنٌ أساسيٌّ من أركان المعرفة الإنسانية، والسِّمة البارزة للعصر الحديث. هذه المكانة هي التي جعلتْ الدول تُدرك قيمة البحث العلمي، وترفض أيَّ تقصيرٍ نحوه، لأنّها ترى فيه الدعامة الأساسية لنموها وتطورها، وبالتالي تحقيق رفاهية شعوبِها، والمحافظة على مكانتِها".
فالبحث العلمي حسب راي فطافطة "يُشكلُ القاعدةَ التي يتكئُ عليها سلّم المعرفة والتطور، فالمجتمعاتُ التي صاحبتْ العلم ، وَرَعتْ باحثيهِ ، قطفتْ ثمار الريادةَ والمَنَعة ، بينما الدول التي رأتْ في البحثَ العلميَ ترفاً لا ضرورة ؛ ظلّت حبيسةَ أحزمةِ الفقرِ، وبؤسِ التبعية ، وديمومة التشظِّي والتراجُع".
"البحث العلمي في الدول العربية لازال في مستويات متاخرة"
واضاف فطافطة "ورغم أن واقع البحث العلمي في الوطن العربي لا يزال في مستويات متأخرة ومتدنية مقارنة بما هو عليه الحال في مجتمعات الدول الغربية والمتقدمة إلا أن مجموعة من الباحثين سيما الشباب منهم امتشقوا سلاح الارادة والعزيمة ليعلنوا عن تأسيس اطار بحثي يمثل الركيزة الاساسية والجادة في التعاطي مع بيئة البحث العلمي في فلسطين بصورة جادة ومستقلة بعيداً عن التجاذبات السياسية أو الضغوطات المالية أو التأثيرات الجهوية وسواها.
هذا الاطار هو الذي أصبح يعرف بـ " باحثون بلا حدود " ، ذلك الاطار الذي بذل القائمين عليه جهوداً مثلى للوصول به الى مصافٍ سامية من التطور والتميز .. في تقريرنا هذا نود التسليط على جمعية " باحثون بلا حدود " التي انشأت مؤخراً في مدينة البيرة ، لتجسد رسالتها التي جاءت في نظامها الداخلي والمتمثلة في الإسهام في رفعة البحث العلمي في فلسطين ، والحضارة الإنسانية عموماً ، وهي بذلك فلسطينية الجنسية ، عربية الانتماء ، عالمية الرسالة" وفق ما جاء في المادة السادسة من النظام الداخلي فإن ميدان العمل والنطاق للجمعية يتخذ من فلسطين نطاقاً جغرافياً لها، وأنها تعمل ضمن ميدان العلوم الإنسانية والاجتماعية. أما المادة السابعة فشملت على أهداف الجمعية والمتمثلة في:
• تطوير واقع البحث العلمي في فلسطين في مختلف مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية.
• النهوض بقُدرات الباحثين الشباب وتعزيز مهاراتهم البحثية والمعرفية.
• توسيع إطار النتاج البحثي القائم على تنمية الإنسان والوطن، كقاعدة لمواجهة الاحتلال وسياساته.
• تعميق قيم ومفاهيم المجتمع المدني من خلال إتاحة مساحات واسعة للتنوّع والحوار والمساواة وحرية الرأي والفكر والتعبير.
• التواصل مع مؤسسات بحثية فلسطينية، وعربية، ودولية، والتشبيك معها، بهدف الاستفادة من تجارب الآخرين في هذا المجال.
• نشر نتاجات الباحثين الشباب التي تقرّها اللجنة العلمية المنبثقة عن الجمعية.
وبشأن طبيعة المعايير التي تحدد شروط العضوية العاملة والانتساب للجمعية فقد بينتها المادة 11 من النظام الداخلي، وتتمثل في:
• أن يكون حاصلاً على الشهادة الجامعية الأولى، أو له إنتاج بحثي ومعرفي منشور، مُعتبر وفق تقييم مجلس الإدارة بأغلبية ثلثي الأصوات، أو يكون قد تمتع بالعضوية المؤازرة لمدة (7) سنوات، وتشهد له أغلبية ثلث أعضاء مجلس الإدارة بالتفاني في خدمة الجمعية.
• أن لا يكون قد صدر بحقه حكمٌ بجناية أو جنحة مخلة بالشرف أو الأمانة، ما لم يصدر لصالحه حكم بالبراءة وردّ الاعتبار.
إلى ذلك؛ قال مؤسس ورئيس الجمعية محمود الفطافطة "أن الأمّة التي تسعى إلى الريادة والمكانة عليها أن تصادِقَ العِلم، وتبادر لمنح البحث أولويةً في الحرية والرعاية، مبيناً أنه كما أنّ العِلم أُوكسجين النمو والنّماء؛ فإنّ البحثَ العلميَّ بمثابة الروح التي تؤسِّس لقواعد التطوير الماديّ، والانفتاح الفكري، وتوطينِ أصول المعرفة والتنمية".
واكد الفطافطة "إنّ البحثَ العلميَّ الرصين كفيلٌ بنموِّ أيّ اقتصاد، وتنميةِ كلِّ مجتمع، فلو أخذَنا ـ على سبيلِ المثال ـ ثلاثَ دولٍ خرجتْ من حروبِها مثقلةً بالهزيمةً والدمار، وهي ألمانيا، وإيطاليا، واليابان، لوجدْنا أنّها دولٌ أصبحت في مصافِّ الدولِ الصناعية الكُبرى، والأكثر تسجيلاً لبراءاتِ الاختراعِ في كافةِ قطاعاتِ الحياةِ المختلة". ويبين أنه لو تطرقنَا إلى واقعِ البحثِ العلميِّ في الإطارِ العربيِّ لخرَجنا بحقيقةٍ مؤدّاها أنّ التقهقرَ العربيَّ، وضمورَ بُنيتهِ الثقافية، والسياسيةِ، والاقتصادية يرجعُ إلى "غُربةِ" البحثِ، وتصحُّر البيئاتِ المؤسساتية بسبب غيابِ زاد البحث العلميّ، وعدم استدخالِهِ في مفاصلِ الحياة، وتوطينه في مكامن صنعِ القرار، وحيّزِ السياسات.
هذا الواقعُ ( وفق الفطافطة ) لا يمكن له أن يَشتمَّ رحيق التقدم والتمكين، طالما بقيَ البحث العلمي في أدنى سلّم الأولويات، ويُنظر إليه على أنه من المكمِّلات المعرفية، أو وسيلة لاستجلاب التمويل الخارجي، فالبحثُ العلميُّ هو تربيةٌ، وثقافةٌ، وضرورةٌ استراتيجيةٌ لنموّ المجتمعات، وتطورِها، والحفاظِ على مكتسباتها ومكانتها".
من جهته، يرى امين الصندوق واحد مؤسس الجمعية طارق الشرطي "أننا بأمس الحاجة لإعطاء أهمية أكثر للبحث العلمي، سواء للأمة العربية بشكلا عام ولفلسطين بشكل خاص، فالعلم يبني بيوتا لا عماد لها والجهل يهدم بيوت العز والكرم، فالبحث العملي ركيزه اساسية ولبنه هامه من العلم، فهو منارة للعلم والتقدم، والدول التي تريد النهوض والتقدم عليها ان تسخر كافة الجهود والامكانيات امام البحث العلمي، هذا البحث الذي ينهض بالأمة ويسير بها نحو التقدم والنجاح والازدهار وعلى كافة المستويات، نعم، نحن مطالبون بعمل الاستراتيجيات اللازمة التي تعنى بالبحث العملي وتطوره، وجب علينا ان نجعل منه تربية اساسيه وثقافه هامه ينضج بها مجتمعنا .
ان البحث العلمي "العملي" بحاجه الى جهد وعمل ومثابرة، وبحاجة الى تسخير الامكانات اللازمة للاستمرارية وتحقيق النتائج المرجوة والتي تعود بالفائدة للدولة والشعب على حد سواء، لذا، وجب علينا جميعا تقديم ما امكن للنهوض بهذه البحث ، وتقديم ما امكن من سبل التعاون على انجاحه، ماديا ومعنويا، رسميا وشعبيا، وبكل المستويات، لتنهض عزائمنا ونصبو كما فعل اولئك المدركين لاهمية البحث العلمي. فكم نحن بحاجه الى تلك الخطوه التي تبدأ بالاهتمام بمنهجية البحث العملي ومن ثم تطويره وجعله أمرا اساسيا من الخطط التي تقوم عليها الدوله ، وجعله ركنا هاما من اركان الخطط والاستراتيجات التي تقود الى بناء الدوله والنهوض بها وبمؤسساتها".
إرسال تعليق
التعليق الذي يحتوي على تجريح أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف