تساعد الأدلة التي يقدمها الذباب واليرقات الشرطة في الكشف عما يقارب 60 جريمة سنويا. ويستخدم رجال المباحث باستمرار المعلومات التي يوردها علماء الحشرات للكشف عن جرائم خطيرة، ويساعدهم في ذلك أطباء الأمراض النفسية والخبراء في علم التشريح. والشرطة بحاجة مستمرة للمعرفة الدقيقة بموعد وفاة الضحية لتشكل صورة عن آخر لحظات حياتها وفتح الملف الجنائي ضد الشخص المشتبه بارتكاب الجريمة. ولكن في حال إذا كانت الضحية قد لقيت حتفها منذ فترة تزيد عن يومين أو ثلاثة أيام فان الخبراء يضطرون الى بذل جهود كبيرة أثناء التشريح لتحديد موعد دقيق لحالة الوفاة. أما خبراء الحشرات فيدرسون الفترة التي مرت بعد الموت، لأن جسد الضحية يبدأ في التحلل واجتذاب الذباب الذي تترك يرقاته البيض بعد التفقيس. ومن خلال مراقبة حياة الحشرة على الجسد يكون بوسع علماء الحشرات أن يحددوا الحد الأدنى من الوقت الذي مر بعد موت الإنسان. وتستعين أقسام الشرطة في البلاد كلها بمساعدة الخبراء العاملين في متحف التاريخ الطبيعي في حل مشاكلها، وضمنهم عالم الحشرات مارتين هال الذي ساعد الشرطة في الكشف عن 160 جريمة. وقال هال:" عندما أصل إلى مسرح التشريح يجب على إدراك ما تريد أن تقوله لي الذبابة" . وساعدت المعلومات المستحصلة عن طريق الحشرات في الكشف عن جرائم مدوية، بما في ذلك مقتل شافيلي أحمد البالغة من العمر 17 عاما التي عثر على جثتها في نهر كامبريا عام 2004، وذلك بعد فقدانها لمدة 5 أشهر. وحكم على والديها بالسجن مدى الحياة بتهمة قتل ابنتيهما. هناك مجالات أخرى للطب الشرعي يستخدم فيها علم الحشرات. فمحتويات معدة خنفسة، على سبيل المثال، يتم العثور عليها على جسد متحلل تساعد في معرفة ما هي الأدوية التي تناولتها الضحية وحتى حمضها النووي.
إرسال تعليق
التعليق الذي يحتوي على تجريح أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف