«افتح يا سمسم»، حلم الجميع أن نستبدل عشرات كلمات السر التي ينبغي أن نحفظها عن ظهر قلب بلمسة إصبع، ولكن يجب أن ننتبه أيضا إلى حلم آخر يراود رئيس «غوغل» بالتواجد في عقول مستخدمي موقعه، حلم له وكابوس لنا ذلك إن وجود شركة خدمات اتصالات ومعلوماتية داخل عقولنا أو أجسامنا، هو بالتأكيد، كابوس، جسدته «ريجينا دوجان» مسئولة قسم الأبحاث والتطوير في شركة «موتورولا» عندما قالت «نظام التعرف بواسطة كلمة السر لم يتغير منذ أربعين عاما، لماذا لا نحتفظ بكلمات السر داخلنا»، وهي تعني ما تقول حرفيا ذلك إنها تقترح نظامين لتحقيق هذا الهدف، الأول عبارة عن وشم يشابه لاصق بقعة مثل الذي يستخدمه من يريدون الإقلاع عن التخدير، ولكنه وشم يحتوي على دوائر إلكترونية دقيقة يتم حفظ معطيات المستخدم فيها، بحيث يتمكن صاحبها من تشغيل هاتفه المحمول أو فتح الأبواب المحمية بكلمة سر، وذلك بمجرد لمسة، ولكن المشكلة تكمن في أن المستخدم لا يستطيع تعديل وصيانة هذا الوشم الذي يحتفظ بمعطيات كثيرة تتعلق بصفاته وحياته الشخصية، وينبغي عليه أن يعهد بهذه المهمة لشركة خاصة، تطلع بالضرورة على هذه المعلومات وتحتفظ بها وهي بطبيعة الحال في الظرف الراهن شركة «موتورولا»

الحل الثاني، هو عبارة عن حبة مثل حبات الدواء الصغيرة يتم ابتلاعها في كل صباح وتحتوي على كل كلمات السر الخاصة باسم المستخدم والتي تسمح بتشغيل الأجهزة المختلفة، والتفاعلى الكيميائي داخل الجسم بين الحبة والسوائل الداخلية هو الذي يسمح بتقديم كلمة السر باللمس وتشغيل ما نريد من أجهزة أو فتح الأبواب المختلفة. وبالرغم من هذه التعقيدات التكنولوجية، فإنك تلاحظ، عزيزي القارئ، أن طبيعة كلمة السر لم تختلف، والجديد يكمن في طريقة حفظها واستخدامها
وهنا لابد أن نتساءل عن المبرر لهذه الابتكارات التقنية بدلا من وسائل البيومتري المعروفة مثل بصمة الإصبع أو حدقة العين ؟ ... ما الهدف ؟، لم أفهم ولم يبرر باحثو «موتورولا» رغبتهم في أن يزرعوا في أجسامنا دوائر إلكترونية وكأننا جهاز يتم تركيب إكسسوارات إلكترونية داخله

رد الفعل الفوري لي ولمن حولي هو أنه إذا تحول الأمر إلى قاعدة عامة ينبغي على الجميع أن يتبناها، فإننا سنرحل للحياة على جزيرة لا يوجد عليها، حتى، التيار الكهربائي، ذلك إننا لا نرغب في أن تتحول أجسامنا إلى أجهزة تتلاعب بها الشركات المختلفة

Post a Comment

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف

أحدث أقدم