عالم التصوير والمعرفة - فوتوغرافيا - من الملاحظات التي فرضت نفسها على الواقع اليومي المحيط بالمصورين، طريقة التعاطي البصرية لتفاصيل الحياة اليومية. فمن يمارسون التصوير منذ عدة سنوات، تتطوّر لديهم تدريجياً طريقة توظيف القدرات البصرية للعين عن الآخرين. العين بالنسبة لهؤلاء ليست عضواً بشرياً وظيفته الرؤية فقط، بل التفحّص والمقارنة والملاحظة وتركيب وتعديل المشاهد الحيّة من خلال معالجاتٍ متطوّرة في العقل بدعمٍ من المخيّلة الواسعة والمنظّمة.
من الأمور الخارقة التي استطاع العقل البشريّ تحقيقها هي استعمال العديد من خواص الكاميرات من خلال العين المجرّدة، وذلك من خلال التدريب والممارسة وإرهاق الجهاز العصبي في الربط بين المخ والعين لأداء هذه الوظيفة وتطويرها.
أحد المصورين لاحظ تغيّراً في شكل العين لدى أحد العملاء فأخبره بضرورة الذهاب للطبيب والتأكّد من الموضوع، أنكر العميل ذلك واعتبر الأمر عادياً ويحصل معه كثيراً. لكن المصور أصرّ على وجود مشكلة كونه يلاحظ مئات العملاء ويتذكّر شكل عيونهم جيداً بكل حالاتها لكن الحالة هذه تحوي أمراً غير طبيعيّ. حدسه كان في محله وكان سبباً في استنقاذ العين من مضاعفاتٍ ممكنة لولا التدخّل الطبي الذي جاء في وقته المناسب.
مهندس ديكور قام بإجراء تعديلاتٍ جذرية واسعة على طريقة عمله بعد ممارسته التصوير والتي قادته للاطلاع على مئات الصور الخاصة بالتصاميم الداخلية، حيث اعتبر الكاميرا بمثابة المستشار الإبداعي الناجح لتطوير أسلوب عمله وتعزيز الجماليات في إنتاجه.ممارسة التصوير لا علاقة مباشرة لها بحدّة النظر بالطبع، لكن النتيجة الحقيقية هي مخرجات حاسة البصر ذاتها بالنسبة للعين الخبيرة التي تعرف أين تنظر ومتى تنظر وكيف تنظر. فما يحدث حولنا يراه كل الناس، لكل المصور المحترف قادر على استنباط معلوماتٍ أكثر من الآخرين من المشهد نفسه.
فلاش / الكاميرا قادرة على رد الجميل للعين بعدة طرق ..