عدسات الأطفال .. رؤية المستقبل (الجزء الثاني)

عالم التصوير والمعرفة - تحدّثنا الأسبوع الماضي عن تناول الأطفال للتصوير الفوتوغرافي، واستكمالاً لهذا الموضوع الواسع والشيّق، نتشارك معكم اليوم بعض التجارب الـمُستقاة من أرض الواقع، حيث قامت جمعية في إحدى الدول العربية بمشروعٍ إبداعيّ يهدف لتدريب اليافعين على التصوير الفوتوغرافي ضمن مسارٍ صحفيّ يتضمّن التدرّب على الكتابة وإعداد التقارير وتوظيف وسائل التواصل الاجتماعي في تقديم مالديهم في إطاراتٍ إخبارية متكاملة. 

النتائج كانت مدهشة حيث أن أغلب المشاركين بدؤوا من خلال الصورة، فكانت هي بذرة القصة التي تفرّعت تفاصيلها في عدة اتجاهات. إن الطاقة الفكرية في هذا العمر تحمل الكثير من المفاجآت لمن يسيؤون تقدير حجمها ونوعيتها. فقد برع بعضهم في تطويع الصورة بطرقٍ وأساليب مدهشة أثارت غيرة بعض الصحافيين المحترفين. فهذا الطفل الذي لم يتجاوز 10 أعوام يصور معاناة لاجئة تسعى لتسجيل أبنائها في إحدى المدارس، بتسلسلٍ مُعبّر يروي قصة معاناتها وألمها وخوفها على مستقبلهم، وفي نفس الوقت يعرض قوة حافزها وحماسها الأموميّ منقطع النظير للكفاح المستمر الذي لن يتوقف حتى إتمام المهمة بنجاح. يقول الطفل المصور: لقد ألهمتني الصور أن أكتب عنها واكتشفت أني جيد في الكتابة وأحلم أن أكون صحافياً عندما أكبر. 

طفل آخر يبلغ 12 عاماً قام بمتابعة طفل يعمل في أحد ورش الميكانيك ويعاني من قسوة طبيعة عمله وتأثيرها المنعكس على مظهره وبعض الجروح المتناثرة على جسده لافتاً النظر لعدم قانونية تشغيل الأطفال في هذا العمر وأيضاً لإهمال أصحاب العمل لاحتياطات السلامة الضرورية لتفادي الأخطار الممكنة. يقول الطفل عن نفسه: أكون سعيداً عندما أخبر الناس أخباراً لا يعرفونها ويفرحون بمشاهدة صوري والأخبار التي أكتبها عنها. 

العدسة طريق الطفولة للاستكشاف ورواية القصص وكتابة الأخبار،لقد كان المشروع مولِّداً حقيقياً للأطفال لاكتشاف أنفسهم والإعلان عن حضورهم وتأثيرهم ورؤيتهم المبسّطة للمستقبل. 

فلاش : الكاميرا تؤكّد لنا إبداع الأطفال وعبقرية فكرهم .. الكاميرا مثلهم .. لا تكذب !

جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي

أحدث أقدم