عالم التصوير والمعرفة - بضعة أيامٍ تفصلنا عن العرس البصريّ الكبير، حفل تتويج أبطال الدورة السادسة من جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، والتي كانت تحت عنوان "التحدي". تلك المناسبة التي تكرّم مبدعي العدسة من أولئكِ الذين سعوا بجدٍ واجتهادٍ وقدّموا خلاصة رؤاهم الإبداعية وفلسفاتهم البصرية وترجماتهم الفوتوغرافية لمحاور الدورة السادسة،لتستحيلَ صوراً مدهشة تخطف الأنظار وترسم الانفعالات المختلفة على وجوه المشاهدين. 

لقد جَذَبَت النبرة المرتفعة نسبياً في محور "التحدي" اهتمام المصورين من كل أصقاع العالم، حيث سعوا لخلق الاستفزاز الذاتي اللازم لهم كوقودٍ فكريّ يشعل عواصف الأفكار والمواضيع والتناولات الفنية المتباينة لهذا المعنى متعدّد التوجّهات. 

بلاغة الصورة ترفض كافة أنواع التأطير والتقنين، جمالياتها متمرّدة ترسم لنفسها خط سيرها وتعيد بلورة أفكارها ذاتياً كل صباح. ومن بديع الفوتوغرافيا تلك القصص الخرساء صوتاً الفصيحة معنىً وتأثيراً، والتي وجدت لها مكاناً في الدورة السادسة من خلال محور "ملف مصور" الذي يختبر القدرة السردية لدى المصورين ومهاراتهمفي إنتاج صورٍ لديها مهارة رواية الأحداث. 

وتجاوباً مع روح العصر ومستجدّات التقنية في مجال تحرير وتعديل الصور فتحت الجائزة المجال للمصورين الموهوبين من خلال محور "التلاعب الرقمي"، تلك الصور التي تظهر للنور بعد نقاشاتٍ ذهنيةٍ محتدمة بين الواقع والخيال في عقل المصور، ويتشكّل هذا النقاش فنياً عبر أدواتٍ خاصة تعلن عن حضوره الـمُبتكر. ويبقى المحور الأخير "العام" بمثابة مساحة الحرية الإبداعية الصرفة التي تكسر جميع الأطر والقوالب، حيث يُبحر كل مصور بأشرعته الخاصة مستهدفاً المرافئ التي يؤمنُ بوجودها رغم أنأحداً لم يكتشفها بعد ! 

أيامٌ قليلة تفصلنا عن روائع الفوتوغرافيا التي ستصبح حديث مجتمعات المصورين حول العالم، والتي ستُشكّلُ منعطفاً تاريخياً لا يُنسى لأصحابها. 

فلاش | آلاف الكُتّاب والشعراء كتبوا في وصف الفوز .. واتفقوا أنه .. لا يُوصف !



أحدث أقدم