عالم التصوير والمعرفة
- من الأسئلة الكبرى التي يتم طرحها على المصورين المؤثّرين في عالمهم ومحيطهم .. ماذا تفعل بصورك ؟ هل تتركها حبيسة بطاقات الذاكرة ومجلّدات الأجهزة الذكية ؟ هل ترجمتها الوحيدة بالنسبة لك الإرسال الالكتروني للمشاركة في المسابقات ؟ وطباعتها بغرض العرض في المعارض ؟ ووضع المميزّ منها بالفوز أو بغيره في إطاراتٍ وبراويز أنيقة وحبسها في المنزل ؟ نعلمُ جيداً أن عدداً منها سيجد طريقه لحسابات مواقع التواصل الاجتماعي ويحصد الإعجابات ويتفاعل معه الناس بالتعليقات، وسيحقّق هذا لك نسبة انتشارٍ واسعة بالتأكيد، لكن هل تظن أن قدرة الصورة على صناعة الفارق تتوقّف عند هذا الحد ؟
في إحدى القرى التي تعرّضت لسيولٍ جارفةٍ أسقطت العديد من الضحايا، طلب مصور من أهل القرية صوراً للضحايا وقام بدمجها في عملٍ فنيّ على شكل قلبٍ كبير في مكانٍ مرتفع تسهل مشاهدته لكل أهالي القرية، كان لهذا التوظيف البصري بالغ الأثر في نفوس الأهالي وخاصة ذوي الضحايا الذين خصصوا بيتاً متواضعاً للمصور يمكث فيه متى شاء عرفاناً وامتناناً منهم لهذا العمل الذي مسّ شغاف قلوبهم وخلّد ذكرى أحبابهم.
أحد كبار السن قدّم هدية سارة لزوجته التي تعاني من الزهايمر، تعاون مع ابنه في طباعة صور زوجته منذ طفولتها بأحجام كبيرة على حوائط الدور السفلي بالكامل ممهورة بعبارة "تبقين أجمل صورة تبصرها عيناي كل صباح"، ومن حينها أصبحت زوجته تفضّل الجلوس في الدور السفلي كي تتأمّل الصور، بالنسبة له كان إحساسه بالسعادة لا يُوصف !
مصورٌ احتفل بشفاء زوجته بأن فَرَشَ مجموعة من صور زوجته وهي مريضة على أرضية جسرٍ صغير في حديقة منزله، وطبع على واجهة المنزل باقة من صور حفل زفافهم .. أراد أن يخبرها بلغة الصور أن المراحل الصعبة في الحياة ستنتهي وأن السعادة هي الأساس.
هناك عشرات المسارات التي يمكنك تجربتها، إنّ أيّ مصور ذو مخيلة بصرية ناضجة قادر على ابتكار أساليب فريدة لصناعة السعادة وإدخال البهجة والسرور على قلوب الناس، فللصور تأثيراتٌ عالية التردّد عندما يتم تطويعها بالطريقة المناسبة لصناعة الأثر المطلوب. عُد إلى مجلدات أرشيفك الفني وأطلق لخيالك العَنَان وحاول نسج قصصٍ سعيدة وقارن بينها وتصوّر ردود الفعل ومالذي ستعنيه لأصحابها، ثم اختر السيناريو الأنسب وقم بتطبيقه.
فلاش: ادمج قدرات الصورة مع قدرات مخيّلتك .. النتائج ستكون رائعة !
إرسال تعليق
التعليق الذي يحتوي على تجريح أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف