عالم التصوير والمعرفة
- الصور هي ثاني العناصر انتشاراً وجذباً على مواقع التواصل الاجتماعي بعد مقاطع الفيديو كما تخبرنا الإحصاءات، إذا كل مستخدم لشبكة الانترنت بشكل عام وبشكل خاص وسائل التواصل الاجتماعي تمر أمامه يومياً مئات الصور من مئات الحسابات على اختلاف أنواعها ومحتوياتها ! لكن الأهم من كل ذلك هو ذلك النوع من الصور الذي يحمل في تفاصيله حدثاً أو خبراً ما ! نطالع يومياً مئات الصور التي تحمل لنا أخباراً مثيرة مقلقة ! نجد العنوان أو الوصف الخاص بها يخبرنا أن كوكباً ضخماً يسبح في الفضاء باتجاه الأرض وأنه على وشك الاصطدام بها خلال أسبوع ! وأن هذا الحادث سوف ينهي الحياة على كوكب الأرض نهائياً ! أما الصورة التي تلعب دور البطولة في هذا الحدث فقد تم تعديلها بطريقة متقنة بحيث تبدو وكأنها من أحد أفلام الخيال العلمي.
الحالة التي أتحدّث عنها ليست نادرة بل هي منتشرة بكثرة في العالم الافتراضي وأحزم أنكم اطلعتم عليها أو على مايشبهها عشرات المرات، لكن المصيبة تكمن حينما تجد بعض تلك الصور وقد جمعت آلاف التعليقات التي تأخذها على محمل الجد ! مجرد نشر الصورة والخبر الوهمي المصاحب لها يجعل الآلاف يقتنعون بأن الاصطدام قادم لا محالة وأن عليهم فعل شئ ما لتجنّب ذلك ! ربما تظنّون في قرارة أنفسكم أن غالبية المشاركين في الحوارات الخاصة بهكذا صورة هم من المراهقين أو من الدول المتواضعة في ثقافة العالم الافتراضي ! لكن الحقيقة أن نسبة كبيرة منهم من محيطنا ! سوف أصدمكم أكثر ! هناك عدد من المصورين الهواة الماضون بجدية في طريق الاحتراف وقد انطلت عليهم الخدعة !
هناك حد أدنى من الضروري وجوده في القدرة على تصنيف مصادر المعلومة حسب نوعها والتفريق بين الخبر الحقيقي وبين الصور المفبركة التي تحاول خداع عقولنا بطرقٍ عديدة وبث الرعب في نفوسنا وإيهامنا بأحداثٍ لا أصل لها من الأساس ! من غير المقبول أن أجد أحد المصورين المبدعين يشارعني معتبراً أن مصدر الخبر هو حساب وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" على فيسبوك، والذي يحوي 3 صور فقط و15 صديقاً ويستمد مصداقيته من عبارة "الحساب الرسمي" المكتوبة فيه !
هناك وكالات أنباء معتمدة ووسائل إعلام موثوقة وهناك عشرات الطرق للتثبّت من صحة أي صورة خبرية تصلنا بدلاً من أن ننخفض بوعينا لمرحلة السذاجة ونصدّق أي صورة منشورة بل ونشارك من خلال تفاعلنا معها في نشر الوهم وتضليل الناس.