من المعرض (عبد الحكيم أبو رياش)

عالم التصوير والمعرفة - تختزل مجموعة صور فوتوغرافية، عرضَت في مدينة غزّة، معاني الألم والحصار، وذلك في محاولةٍ من مجموعة مصورين هوّاة إثبات تميّزهم. والصور كانت ثمرة دورة تدريبية عقدت في غزة لتدريب 18 طالبًا هاويًا، على تعلم أساسيات التصوير، والتي نظمها المركز الإيطالي للتبادل الثقافي في غزّة. استخدام الضوء بطرق محترفة بدا واضحاً في معرض "إضاءة" الفوتوغرافي الذي ضم عشرات الصور الاحترافية، والذي سَخّر خلاله الطلاب ضوء الشمس والقمر مع المشاهد الطبيعية، والأراضي الزراعية، والبحر، والأشجار، واللقطات الفنية. 

مجموعة من الصور استخدمت الانعكاس كنوع من أنواع التصوير الفني، والذي يظهر كادر الصورة معكوسًا على مياه البحر، وظهر ذلك في صورة طفل يركب الدراجة، وصيّاد يفرش شباكه على الشاطئ، وإلى جانبه رجل بدوي يجر جمله، وطفلٍ يقفز في الهواء. 

صور الدمار كانت حاضرة وبقوة في المعرض، وشملت صورًا لأطفال يلعبون فوق الركام، إلى جوار سيدة تحمل رضيعها وتسير بجانب برجٍ مهدم، علاوة على صور باللونين الأبيض والأسود، تظهر مدى بشاعة الضرر الذي لحق بمنازل المواطنين. 

ويقول المصور الهاوي محمد سلام (23 عاماً) إنّه أراد من خلال المشاركة في الدورة التدريبية والمعرض الفوتوغرافي، أن يتعرف على مزيد من القواعد التي تكسبه الخبرات العملية، وتمكّنه من الانخراط في مجتمع المصوّرين من أجل التعلّم من الأخطاء وتصحيحها. 

ويضيف سلام : "ركزت في صوري على الأطفال، لأنهم الوجه الملفت، والأكثر صدقاً وتعبيراً عن المعاناة، إلى جانب البراءة التي تحملها ملامحهم، لافتًا إلى أنّه ذهب برفقة زملائه إلى مناطق تم هدمها بفعل العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، من أجل نقل معاناتهم بكل تجرد. 

بينما يقول زميله عبد الرحمن جودة: "ركزت في صوري الثلاثة على الانعكاس الذي يظهر مدى جمال الصور الفوتوغرافية، إلى جانب أنّه من أبرز الفنون التي تجذب الانتباه للصورة ومضمونها وتركيبتها، وقد تخبرك الصورة بآلاف الكلمات". 

ويتابع جودة "تجربتي في التعرّف على مزيد من قواعد التصوير، والمشاركة في معرض فوتوغرافي عزَّزت ثقتي بقدراتي، وطَوَّرتها، مبيّناً أنّ التدريبات العملية تفيد أكثر من المواد النظرية التي يتم تدريسها في الجامعات. 

وما يميّز المعرض، أنّ المنهج الذي أعطي للطلبة خلال الدورة التدريبية التي سبقت المعرض كان أكاديمياً، كما يقول مدير مشاريع الإعلام في المركز الإيطالي للتبادل الثقافي في مدينة غزة شادي القرا، والذي أشار إلى أهمية نقل الرسائل عبر الصور، والتي تعدُ الأهمّ والأكثر صدقاً. 

وأضاف القرا : "منحنا الطلاب مساحة لمعرفة تاريخ التصوير الفوتوغرافي، وأهمية الإضاءة في تشكيل جماليات الصور"، مشيراً إلى أنّ معرض "إضاءة" كان نتيجة تدريب لمدة 40 ساعة، أظهر خلالها الطلاب مدى قدرتهم على تطويع التدريبات، وترجمتها لصورٍ إبداعيّة.

المصدر/ العربي الجديد

Post a Comment

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف

أحدث أقدم