عالم التصوير والمعرفة -كانت ليلةً من ليالي ألف صورةٍ وصورة، أدخلت جميع من حضرها في مزاجٍ لونيّ خاص، فالعروض الاستعراضية التي تواءمت مع فقرات الحفل ومحاور الدورة الرابعة وإعلان الفائزين، كانت أخّاذة لحد الدهشة، تماماً كالصور الفائزة التي انتزعت صيحات الإعجاب بنسبٍ متفاوتة من حضور الحفل الذين انتظروا بفارغ الصبر لحظة إعلان الفائز بالجائزة الكبرى، حيث انهمر رذاذ الألوان على الرؤوس مع ظهور الصورة الفائزة التي حملت الفلسفة اللونية بطريقةٍ ساحرة.

اختلف الجمهور في تقييماته لجماليات الصور الفائزة، وهذا التباين في الآراء هو من الأسس الفكرية التي انبثق عنها محور "الحياة ألوان"، والذي يرمز للثراء البشريّ الناتج عن اختلاف طرق التفكير ووجهات النظر. أما نشوة الفوز فهو شعورٌ أكثر من رائع، لمسه الجميع خلال لقاءاتهم بالفائزين وحديثهم معهم، شعرنا جميعاً بخصوصية علاقتهم بصورهم الفائزة في هذا اليوم الفريد. الحفل كان كريماً بالتفاصيل السعيدة التي شاهدها الكثيرون ويصعب وصفها بالكلمات.

لكن هوس الفوتوغرافيا لم يتوقّف عند هذا الحد، فقد أتت محاضرة المصور العالمي "رضا ديغاتي" لتمنع خروج الجمهور من مزاج الصورة، محاضرته "الأثر الإنساني للتصوير الضوئي" سافرت بالجميع في رحلةٍ لأبعاد علاقة الصورة بالإنسان والحياة، وفي اليوم التالي كان الجميع ينتظر المزيد من التفاصيل عن المحور الرئيسي للدورة الخامسة للجائزة "السعادة" ولم تبتعد توقعاتهم كثيراً عن الحديث عن حصاد الدورة الرابعة، وجديد الخامسة، لكن الواقع كان أكبر من ذلك بكثير، حيث أتى "منتدى الصورة" مخالفاً لجميع التوقعات ! حاملاً زخماً بصرياً فاجأ أغلب الحضور، ففي أربع جلساتٍ حوارية تمّت مناقشة أغلب القضايا الساخنة والملحّة التي تهم المصورين في الشرق الأوسط والعالم، عددٌ من الأسماء الكبرى في عالم صناعة التصوير تحاورت واتفقت على قضايا واختلفت على أخرى، جميع من شاركوا من الوطن العربي وأوروبا وأمريكا كان لديهم تجارب في غاية الأهمية من المفيد أن يطّلع الجميع عليها.

كان الحوار الغنيّ بالمعلومات والتجارب والفائدة عنواناً لجلسات المنتدى، ولقد وصل التفاعل للجمهور الذي رفض الحياد وشارك في نهاية كل جلسةٍ بمداخلاتٍ وأسئلةٍ ومواقف مؤيدةٍ لهذا ومختلفةٍ مع ذاك. ردود الفعل كانت حماسية جداً تجاه فكرة المنتدى، وصلتني اقتراحاتٌ من عشرات الشخصيات التي تابعته بضرورة تكرار تلك التجربة الحوارية الناضجة والتي تصبّ في مصلحة المصور من خلال إشعال جذوة النشاط وتطوير المحتوى المعرفي لديه.

هذا ليس كل شئ، فورشة العمل التي قدّمها المصور والمؤلف "توم آنج" نالت الإعجاب، الإقبال على ورشة مدرب التصوير الشهير "مارتن جراهام دن" كان كبيراً، الحجوزات لورشة عمل "تصوير الخيول" للمدرّبة المتخصّصة في هذا المجال "كارول وولكر" بدأت منذ وقتٍ مبكّر واكتملت مبكرةً أيضاً.

كانت هذه هدايانا لعشاق الفوتوغرافيا، بهدف خدمة رسالتنا، نشر ثقافة الصورة.

Post a Comment

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف

أحدث أقدم