يرسم الحياة على قذائف الموت (عدسة - عبدالحكيم أبو رياش)
عالم التصوير والمعرفة - بالرغم من الصعوبات التي يعاني منها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة إلا أنه دائما ما يقرر أن يخلق من الموت حياة , تحف فنية تزين المنازل وغرف الضيافة وتزين بالورود البيضاء والحمراء الجميلة، ولكن هذه المرة من قذائف الموت والدمار التي أمطرت بها قوات الإحتلال الإسرائيلي سكان القطاع.

شعب مبدع دائما ما يخلق من الموت حياة ويتأقلم مع جميع الظروف المحيطة، المواطن الفلسطيني حسام الضابوس "33 عاما" من مخيم جباليا شمال قطاع غزة، قرر أن يجمع قذائف الموت التي قتلت آلاف الأطفال والنساء والشيوخ دون ذنب سوى انهم يبحثون عن الحياة، ليحولها إلي تحف فنية، تكون شاهدة على المجزرة التي أرتكبها جيش الإحتلال الإسرائيلي في غزة.

بدأت الفكرة عندما لاحظ الضابوس خوف الاطفال من مخلفات الإحتلال والقذائف التي سقطت بالقرب من منزله، ليأخذها ويحولها بمساعدة فنان تشكيلي الى تحفة فنية ويلونها بألوان زاهية جميلة ويرسم على هيكلها اشكال تنبض بالحياة، كأغصان الزيتون رمز السلام والثبات الفلسطيني التي اشتهرت فلسطين بها على مر العصور.

ويضيف حسام: "وجدت هذه القذائف منتشرة بكل مكان بغزة، فأردت ان اوضح للعالم ان هذه القذائف التى تدمر بيوتنا وتقتل اطفالنا وتشوه منظر الطبيعة، ممكن ان تتحول الى شيء جميل نزين به بيوتنا بعد تعميرها وتبقى ذكريات هذه القذائف خالدة في ذاكرة اطفالنا الى الأبد".

وقال عن بتقبل الأسرة والضيوف والأصدقاء لتلك الفكرة، أجاب بأن الجميع رحب بالفكرة ومنهم من اراد ان يطبق الفكرة فى بيته حتى الاصدقاء الذين تدمرت بيوتهم شعروا ببعض الامل واخذوا القذائف من بين ركام بيوتهم واردوا تزيين هذه القذائف التى كانت سبب فى ظلمهم وتشردهم.

ويواجه حسام صعوبات كبيرة وهو يحاول الحصول على بقايا القذائف من بين الركام وبقيا البيوت المدمرة نتيجة الحرب على قطاع غزة، ولكن مساعدة حسام في جمع بعض مخلفات الاحتلال من الأصدقاء والجيران والأقارب والذين ابدوا استغرابهم في البداية لكن عندما شاهدوا نتيجة العمل جلبوا إليه بعضها لتنفيذ الفكرة لصحالهم وتزيينها.

"النور والنار" هكذا أطلق المواطن الضابوس صاحب الفكرة عليها ،وأصر على ممارسة مهنته السابقة في النقش والزخرفة على الملابس، ولكن هذه المرة بالنقش على القذائف لتكون شاهدا على الضحايا الذين وقعوا شهداء جراء إلقائها عليهم.

لم ينته طموح الضابوس عند ذلك بل تخطاه ليبدأ رحلته في بناء معرض لتلك التحف ليكون أوسع وأكبر، مشيرا الى انه تحدث مع الشرطة الفلسطينية بغزة، لمساعدته في جلب المزيد من القذائف الآمنة، مطالبا كل المسؤولين والمعنيين بمساعدته في تطوير الفكرة حتى تصل إلي أبعد الحدود.

Post a Comment

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف

أحدث أقدم