نضال الكرنز .. أول صانع لمعدات التصوير السينمائي في فلسطين

عالم التصوير والمعرفة - في أحد أزقة مخيم العروب وداخل ورشة مسقوفة بألواح من "الزينغو" يجرب نضال الكرنز آخر منتجاته في مجال صناعة معدات التصوير السينمائي والتي من الممكن أن تشكل قفزة نوعية بفن التصوير في فلسطين البداية كانت هواية لدى الشاب المولع بالتصوير فحاجته للمعدات أثناء إنتاجه لفيلم "العقدة" الذي يروي حكاية تشرد الفلسطينيين عن وطنهم وعيشهم في المخيمات، دفعته للبحث عن تصنيعها باعتبارها مكلفة وغير متوفرة في السوق المحلية , ويواجه الكرنز صعوبات في تسويق منتجاته داخليًا وخارجيًا رغم حصوله على شهادة مواصفات ومعايير دولية نتيجة ما يصفه بالتعقيدات من وزارة الاقتصاد الوطني. ثلاثة أعوام والكرنز يقوم بمحاولات كان مصير الكثير منها الفشل، ما أدى في النهاية إلى تحقيق نجاحات مكنته من مشاركة معداته في معارض دولية إلى جانب شركات عالمية.

وهو منشغل في تصنيع إحدى القطع، يقول الكرنز "حكايتي بدأت بعد حاجتي الماسة لبعض أدوات التصوير السينمائي فوجدت أسعارها باهظة الثمن والكثير منها غير متوفر في السوق المحلية الفلسطينية، فبدأت بالبحث والتجربة إلى أن تمكنت من صناعة مثبت الكاميرا "steady cam".

ويبين أن منتجه الأول استغرق أربعة شهور متتالية حتى رأى النور، وعُرض على شركات عالمية كشركة "سوني"، وتم فحصه على أيدي خبراء متخصصين في دبي وخضع للموصفات والمعايير الدولية في هذا المجال , وأضاف الكرنز "عملت بصمت وتحت الظل وفي مخيم من الصفيح، لم أتلق أي مساعدة من أي جهة وتوجهت لوزارة الاقتصاد لكي أسوق منتجاتي باعتبار مشغلي الوحيد في الشرق الأوسط الذي ينتج المعدات السينمائية".

وأوضح "بدأ المشروع صغيرًا وما زال كذلك ولدي شركة صغيرة أطلقت عليها اسم "كرونزال" كُتب على منتجاتها صنع في القدس، لأنني من مدينة القدس وواجهت معاناة في التصدير للخارج وفي الضرائب، ولست قادرًا على ترخيص شركة كبيرة بربح قليل لأنني أبيع المنتجات برأس المال".

ولم أعرض المنتجات بشكلها النهائي على الرغم من أنني قمت ببيع بعض الأجهزة لشركات في الداخل والخارج ولم يتجاوز عددها الـ (20 جهازًا) ولم يكن هدفي البيع بقدر النجاح، ووضعت خطة إنتاجية وتسويقية لمنتجات قادرة على المنافسة بأسعار زهيدة جدا وجودة أكبر، قال الكرنز.

ولم أصل إلى المستوى المطلوب أطمح للوصول إلى ما بعد ذلك، وأضاف، صناعة الأجهزة يحتاج إلى ساعات وبعضها أيام، إذ أقوم بصناعة حزمة من الأجهزة، وبعد ذلك تجميعها، ومن ثم إيجاد خط إنتاج شبه بسيط في ظل نقص الإمكانيات

وناشد وزارة الاقتصاد الوطني تسهيل أوراقه وتقديم الدعم المناسب ليتمكن من تسويق منتجاته خارجيًا وداخليًا، وليتمكن من وضع بصمة فلسطينية في مجال صناعة المعدات السينمائية , وأكد على أنه يطوع أبسط المعدات والأدوات الخام لخدمة أفكاره في إنتاج معدات التصوير اللازمة.

مصدر التقرير