أحدث تأسيس لجنة نون الشبابية، التابعة لندوة الثقافة والعلوم بدبي، نقلة نوعية في بناء أوجه التلاقي التفاعلي بين مختلف أجيال الثقافة وكان الهدف منذ البداية، تحقيق تواصلٍ جماهيري، من خلال استثمار جاهزية منصة الندوة بوصفها مؤسسة ثقافية متكاملة، من خلال لجنة شبابية تشكل جسراً للمناقشة التنموية ومعنية بإطلاق الفعاليات ذات الصدى المنفتح على اهتمامات الجيل الحالي، والبعيدة عن النخبوية، وتجسدت تلك الأبعاد أخيراً في إطلاق الندوة لأول مسابقة تفاعلية بعنوان "ندوة جرام"، وتم الاحتفاء بالمراكز الخمسة الأولى، من أصل 480 مشاركة، أول من أمس، في مقر الندوة بالممزر، بالتعاون مع جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، ممثلاً الحدث حواراً بصرياً بين الصورة الضوئية والفن التشكيلي، وحضر الأخير كمعرض مصاحب اشترك فيه 6 رسامين شباب وشهد معالي محمد المر، رئيس المجلس الوطني الإتحادي، وسلطان صقر السويدي رئيس مجلس إدارة الندوة، وأعضاء مجلس إدارة الندوة، ومجموعة من المثقفين حفل توزيع جوائز المسابقة، إلى جانب إطلاق قناة تابعة للندوة في موقع"يوتيوب".
فائزون
وكرمت ندوة الثقافة والعلوم 9 مشاركين، تقديراً لمشاركتهم النوعية في مسابقة "ندوة جرام"، بعد فرز ما يقارب 200 صورة ضوئية، تم تصنيفها من قبل لجنة تحكيم متخصصة في المجال وهم: بدر عباس وبدر اليافعي وموزة الفلاسي، وجاء في المركز الأول المصور زايد الشامسي، بينما نال المركز الثاني المصور عبدالله النعيمي، وقد ذهب المركز الثالث لجمعة الحوسني، وحصدت المصورة ميثاء خالد المركز الرابع، بينما نالت المصورة حمدة الرئيسي المركز الخامس، واتفق أغلب المشاركين على أن الفعالية تعزز انتقال الهواة إلى الاحترافية والامتهان العملي للمجال، باعتبار أن الإمارات تعمل على توجيه الإنتاج الفني المحلي بلغات عالمية، تحقيقاً للتواصل المنهجي والمعرفي، ولأهمية اقتناص فرص التنمية، كجزءاً من دور الأفراد والمؤسسات الثقافية.
ثقافة تفاعلية
بين التصوير والتصميم والتشكيل، علاقة تجاوزت فكرة الفن، إلى محصلة التكنولوجيا ودورها في جعل التكوين ومفاهيم البيئة البصرية ثقافة يتناولها الشباب من هواة الفن لصناعة الجمال بهدف المتعة، والسعي للاحترافية، ويظهر ذلك جلياً في اعتبارات مسابقة الندوة "ندوة جرام" التي اعتمدت على موقع "انستغرام" الاجتماعي، المتخصص في تبادل الصور بين المستخدمين، وبالتالي تصنع من التفاعلية مشروعاً ثقافياً، يسهم في التعريف بالمؤسسة الثقافية من جهة، ويعزز علاقة الشباب بالنشاط الثقافي في مدينة دبي من جهة أخرى.
شهادات
من بين شهادات المشاركين حول المسابقة وأبعادها المجتمعية، قالت المصورة الهاوية حنان صالح آل علي، إحدى الحاصلات على الجائزة التقديرية لمشاركتها في المسابقة: (فعلياً الحدث ساهم في تعزيز معرفة الشباب بالندوة وأنشطتها، دائماً هناك تخوف من قبل الهواة للمشاركة في مسابقة احترافية، أو حتى العمل في مجال التصوير الفوتوغرافي بسبب الصورة النمطية عن المجال، ولكن ما شعرتُ به في "ندوة جرام" هو إحساسي بالحماسة إزاء المشاركة، كونها مؤسسة ثقافية مرموقة، تستهدف هواة التصوير).
الصورة الأولى
مثلت الصورة الأولى تجسيداً لموضوع مسابقة "ندوة جرام" المتعلقة بالهوية والوطن، اتخذ منها المصور زايد الشامسي، شكلاً بانورامياً بين طفل يحمل علم الإمارات، على قمة جبل، عفوية اللقطة، وتكامل تكويناتها، رفعت من أسهم جماليتها، بالرغم من عدم تحقيقها لشرط التجديد، إلا أن مهارة الالتقاط، وتشكيل الحركة في المشهد، جعلته في مقدمة المتسابقين المشاركين، وتعددت أشكال اللوحات المشاركة، بين أصالة الماضي وعصرية المشهد الوطني، مما ينبئ المتابع لمستقبل حركة الصورة الضوئية الإماراتية، في أنه يوازي ما حققه المؤسسون في مجال الفوتوغرافيا المحلية.
التشكيل في زمن الصورة
افتتاح معرض للفنانين التشكيليين الشباب بالتوازي مع الاحتفاء بالمصورين الهواة، يضع لجنة نون الشبابية، أمام حركة جماهيرية متنوعة، أكد حولها علي الشريف،عضو في لجنة نون الشبابية، والمشرف الفني على الفعالية أن الجمع بين المجالين، من شأنه أن يعزز التلاقي بين الشباب المحبين والفعالين في صناعة الجماليات البصرية، مضيفاً أن هناك العديد من المشاركين في مسابقة التصوير، تعتبر هذه زيارتهم الأولى للندوة، وتفاعلهم الأول أيضاً مع الفنانين التشكيلين، قائلاً: هنا القاعدة اتسعت، انتقلنا من مرحلة تفعيل الملتقى الثقافي، إلى تجسيد أشكال التواصل الفني، وفي اعتقادي، هذا دورنا الأساسي، كمساهمين في تنشيط الثقافة المحلية، متأملين أن يكون المستقبل، مليئاً بأنشطة وندوات تدرس هذا الاحتضان النوعي.
«يوتيوب»
أبرز مشهد إطلاق قناة في موقع"يوتيوب"، المعنية بتحميل أنشطة ندوة الثقافة والإعلام مرئياً، الإرادة الجادة للندوة في تبني أشكال التواصل التكنولوجي الحديث، وإدماج الشباب في تشكيل كيانات المؤسسة الثقافية، حيث سيتم إنتاج وتنفيذ مجموعة من الأفلام التقريرية، بمعدل أربعة أفلام شهرياً وتحميلها للمتابع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولمستخدمي الشبكة عموماً.
المصدر: صحيفة البيان
إرسال تعليق
التعليق الذي يحتوي على تجريح أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف