عالم التصوير والمعرفة - فاتن دعبول - يعرف نفسه بأنه ابن بيئة ريفية فقيرة محبة لهذا الوطن و يقول: أنا إنسان أعتز بما أمتلك من إنسانيتي، انتسب إلى حزب عالمي هو حزب الإنسانية و أنا أمينه العام و كل أعضائه،

رسالتي هي المحبة و الجمال أومن أننا سننتصر في معركتنا على القبح، و إن كان هناك بعض من يحاول أن يكتب تاريخ سورية بالسكين و السيف و دفاتره سوداء، فإننا نحن سنكتب تاريخ سورية برواية من ضوء.‏

يكتب الشعر النثري الحديث «شعر الومضة» و من قصيدته «امرأة من خريفها تزهر» نقتطف:‏‏

يا امرأة تغني الشعر لأذن مخطوبة..‏‏
أطفأت شمعتها الأربعين..‏‏
يا مخملية العشق كفاك‏‏
رقصاً فوق أصابعي..‏‏
كفاك نوماً في سرير قلبي..‏‏
و أنا خارجاً أنام..‏‏
يقول: لا تزال في خاصرتي أنثى تؤلمني..‏‏

على جانب معرضه الذي عنونه «سورية رواية ضوء» التقينا الفنان علي نفنوف في مركز ثقافي «أبو رمانة» فكان هذا اللقاء 


الذي بدأه بتعريف الصورة بأنها محاولة كتابة رواية صامتة حروفها من ضوء، بطلها الحقيقة لأن الصورة لا تكذب، و في صورنا دائما تظهر سورية الناصعة البياض و المشرقة التي لطالما كانت معراج الآلهة بتاريخها العريق و مهبط الشمس بهمة أبنائها من مقاتلين و عمال و فنانين و أطباء و مهندسين، و مهمة فنان التصوير الضوئي خلق استفزاز للعين لتجعل المتلقي أسير النظر اتجاه لوحة جميلة أو لقطة فريدة من وطنه قد نعبرها دون اهتمام، فيلفت لنا هذا الفنان انتباهنا اليها، و هو في ذلك يشبه الشاعر الذي يصوغ قصيدة الشعر و كذا الموسيقي الذي يؤلف سيمفونيته.‏‏

و عن مقومات المصور الضوئي يقول: أولا أن يكون انسانا حساسا يشعر باللقطة و المشهد، فلا يكفي وجود المعدات و الكاميرا لأن التصوير الضوئي هو إحساس و تحد للحقيقة المألوفة، فهو محكوم باللون و عليه أن يحول المشهد الاعتيادي إلى مشهد جمالي يأسر العين لبره.‏‏

يعمل فنان التصوير الضوئي على توثيق الحدث من خلال الصورة، و معروف أن الصورة كانت سباقة على الابجديات الأخرى و متقدمة عليها، إضافة إلى أن لغة الصورة مقروءة عالميا بامتياز و لا تحتاج إلى ترجمة بل تدخل القلب دون وسيط، إضافة إلى انها في مضمونها هي تخليد للحظة معينة، هذه اللحظة تسمى «الزمن الهارب» أو الزمن الذي لا يتكرر.‏‏

و التصوير الضوئي لغة عالمية يسهل انتشارها في العالم و خصوصا أننا في عصر أصبحت فيه الصورة هي الخبر و تحكي حكايات كثيرة حتى أن قارئ الصورة يختلف حسب رؤيته و ثقافته.‏‏

و الصورة قد تغير مجرى التاريخ أحياناً أو تحدث أثراً يغير مجرى الأحداث كما حدث أثناء الحرب الفيتنامية عندما التقط مصور ياباني صورة لطفلة تحترق بالنابالم، حيث أرسل من خلالها رسالة إلى العالم أنه ثمة أطفال يحترقون بالنابالم.‏‏

و مهارة المصور تكمن في التقاط هذه اللحظة و توظيفها في المكان الصحيح، و هذا يتطلب أن تكون احاسيسه متكاملة تبدأ من إحساسه في اللقطة و المهارة و سرعة التوافق ما بين عين المصور و إحساسه و عدسة الكاميرا و كبسة الزر و التقاط الصورة في الوقت المناسب و الزاوية المناسبة و الضوء المناسب، لنكون لعد ذلك أمام صورة خالدة لحدث معين يقترن به اسم الفنان.‏‏

أما إلى أي حد يكون المصور حيادياً، يقول نفنوف: «لا يمكن للمصور أن يكون حيادياً لمجرد ذهابه إلى فكرة و إيمانه بها، و أن الحيادية في رأيه هي خيانة لموقف آخر، و ينحاز بدوره نحو فن التصوير الضوئي».‏‏

و بدوره يهدي معرضه إلى سورية الجميلة و إلى الجندي السوري الذي حافظ على الجمال السوري، فهو تحية لجنودنا البواسل و جيشنا العظيم.‏‏

تميز المعرض بتنوعه و موضوعاته العديدة و ضم 85 لوحة عبر بعضها عن النشاط الإنساني و بعضها الآخر عن الوجوه و الملامح الإنسانية و ما يصدر عنها من قصص و حكايا و البيئة الجمالية في سورية، و خصص قسم للتراث السوري كما وثق لملتقى النحت في طرطوس.‏‏

إذا المعرض هو رسالة ضوء في مواجهة الظلام نكتبها على جسد الشعاع و هم يكتبونها على مآذن القبور.‏‏

أما مشاركات علي نفنوف: شارك في أكثر من 50 معرضاً داخل سورية و معارض فردية في الرقة و دمشق و اللاذقية، كما شارك نادي فن التصوير الضوئي في دمشق و مثل سورية في عدة دول عربية و أجنبية و فاز بالمركز الثاني في معرضه الأخير الذي كان بعنوان: «قصص إنسانية».‏‏

Post a Comment

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف

أحدث أقدم